إصدار يتناول أعمال الشاعر المغربي أمجد مجدوب رشيد

«مقامات العشق، قراءات في أعمال أمجد مجدوب رشيد» كتاب جماعي، صدر حديثا من إعداد الدكتور محمد دخيسي أبو أسامة، يضم مداخلات لأساتذة من المغرب والمشرق، اهتموا بالتجربة الشعرية لأمجد مجدوب رشيد، وأثاروا الانتباه إلى بعض الثيمات التي تؤثث فضاء هذه النصوص، سواء باستدراج قصيد من القصائد، أم مجموعة شعرية، أم التجربة الشعرية كاملة. كما يشغل حيزا من المؤلف مجالٌ صحافي بالتركيز على حوارات ميزت مسيرة الشاعر، وأثرت الساحة الأدبية بآراء نقدية وشعرية مختلفة. ويوازي الفعل الصحافي مجال التعريف بالمؤلفات.
والجامع بين هذا وذاك ـ كما يوضح معدّ الكتاب ـ هو التلاحم والتشابك بين القول النقدي والتقديم والاستجواب، إذ ترمي كلها في إطار التعريف بتجربة الشاعر المحتفى به الذي يعبّر في كثير من شعره عن الرؤية الثاقبة للواقع الذاتي والواقع الشعري، ويختار تنصيب شعره التزاما حداثيا لتقريب المفهوم والدلالة والوظيفة من القارئ الذي يحول النص الأولي إلى نص ذي دلالات عاكسة للبعد الحقيقي للإنسان.
إنه كتاب يجمع بين القراءة العاشقة والقراءة المقاربة لمفاهيم وتجليات شعرية معاصرة، ويستهل بدراسة لمحمد دخيسي أبو أسامة تحت عنوان «من غواية المكان إلى التجلي الصوفي»، حيث يقارب الحقل الخاص بالوطن باعتباره أخصب الحقول لعلاقته بالانتماء أولا، ثم بالرؤية الشعرية ثانيا، فالتوحد مع الآخر ثالثا. فيرتكز الأول على استغلال الفضاء أو المكان المفروض/ الحتمي، والمفترض/ المحتمل، ويتعلق الثاني بالوطن الثاني والذاتي، ثم الثالث بانتماء الشاعر إلى وسط اجتماعي معين، تربطه معه صلة التوحد والتفاعل.
وفي دراسة بعنوان «الحساسية الجديدة وصراع الأجيال، مفهوم الشعر والنقد»، يتوقف عبد الغني عمراني عند تجربة الشعراء التسعينيين، الذين يعتبرهم أمجد مجدوب رشيد خير من يمثل الحساسية الجديدة، فهم حاولوا أن يعيدوا للقصيدة بهاءها وبعدها الإستيتيقي، بعد أن أضحت مع الشعراء السابقين عنوان سياسيا وحزبيا وأيديولوجيا.
كما نقرأ في الكتاب دراسات مخصصة لديوان «نايات العشق» للشاعر أمجد، تحمل ـ على التوالي ـ العناوين التالية: «شعرية الفقد» لعبد الغني فوزي، «قراءة من منظور ابن عربي» لمحمد عبد الوكيل جازم، «العبور نحو التصوف» لخالد التوزاني، «انشراح اللغة وشعرية المواربة» لمحمد الديهاجي.
وفي محور «بين الشعري والسردي»، يحتوي الكتاب على قراءات مفتوحة في أعمال المحتفى به، على النحو التالي: «مظاهر العشق من خلال ديوان: «وأظهرك على العشق كله» لشيماء الرماد، «نصوص (تلوّح له وحده) بين السردي والشعري» لحسن الرموتي، «التطريز الدلالي والشكل الفني في كتاب «لا يخاف البياض» لحميد ضحاك، «اغتصاب إستيتيقي للأبجدية» لمصطفى ملح، «رؤيا التفعيلة» لحسن اعبيدو، «تعليق على نص (شيعتم للظمأ سكارى)» لمحمد الصاوي السيد حسن. بعد ذلك، ننتقل إلى نصوص تقديمية خصّ بها شعراء ونقاد مغاربة بعض أعمال أمجد مجدوب رشيد، وهي مقدمة محمد علي الرباوي للمجموعة الشعرية «وأظهرك على العشق كله»، وتقديم سلام أحمد إدريسو لكتاب «لا يخاف البياض»، وتقديم محمد السرغيني لديوان «تلوح له وحده» محمد السرغيني، وتقديم عبد الكريم الطبال لديوان «لا يخاف البياض».
ومن منطلق مساهمة الحوارات الصحافية في إضاءة الجوانب الخفية في تجربة المبدع، وبالنظر لكونها مرجعا مهما بالنسبة للباحثين والنقاد، يضم الكتاب مجموعة من الحوارات التي أجريت مع أمجد مجدوب رشيد في عدد من المنابر المغربية والعربية: جريدة «الجزائر الجديدة» مع نسرين أحمد زواوي، مجلة «الربيع الثقافي» مع عز الدين بوركة، «القدس العربي» مع الطاهر الطويل، جريدة «العاصمة» مع خالد أبجيك. ويستهل ركن الحوارات بكلمة تحت عنوان «حوارات بطعم الألق»، يوضح فيها حسن الرموتي أن حوارات أمجد مجدوب رشيد تقدم نفسها للقارئ، وتجعله مشاركا في هذه اللعبة، لأنه يحس كما لو أنه طرف مشارك في الحوار، يستمتع بالأسئلة والإجابات، ويعيش لذتهما معا، ويبحر في فصولها مستكشفا ومؤولا.
ويضم الكتاب ملحقا خاصا بمختارات من أعمال أمجد مجدوب رشيد (شعر، سرد، نقد). تبقى الإشارة إلى أن الكتاب يقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وتزين غلافه لوحة للفنان أمين الشرادي.

ذات صلة